العلاج الانعكاسي .. هو نمط علاجي متفرع عن الطب البديل، يهدف إلى علاج الأمراض بوسيلة طبيعية، هي تدليك مواضع النهايات العصبية المتصلة بأعضاء الجسم، على أن يتم ذلك دون تدخل جراحي أو كيميائي.. فما تاريخ هذه الوسيلة العلاجية؟ وآثارها على الصحة العامة للإنسان؟
تاريخ العلاج الانعكاسي :
العلاج الانعكاسي أو العلاج بالتدليك المنعكس، أيا كانت التسمية فهذا النوع من العلاج ليس وليد الحاضر، وإن كان لم يتم اعتماده رسمياً كأحد أساليب العلاج إلا مؤخراً، فوفقاً لما ورد بكتاب “العلاج بالتدليك” للمؤلف آن جيلاندريز، فإن الرسومات الفرعونية التي وجدت على جدارات مقبرة بمنطقة سقارة، كانت تتضمن رسوماً لطبيب يقوم بتدليك قدم أحد مرضاه بطريقة معينة، ومن هنا آتى الاعتقاد بأن القدماء المصريين من أوائل الأمم التي استعانت بالقدرات الشفائية للتدليك، وربما هي أول أمة على الإطلاق عرفت قيمة وتأثير العلاج الانعكاسي.
كيفية حدوثه؟
دائماً ما يتساءل الناس عن كيفية إحداث /العلاج الانعكاسي/ الفارق؟، وكيف يمكن لعملية التدليك السطحي أن تحدث هذا التأثير؟، والإجابة هي أن رياضة المشي رياضة بسيطة عديدة الفوائد، ومن ينتظم في ممارستها ينعم بصحة شبابية طيلة العمر، وهذا لا يحدث فقط بفعل تنشيط الدورة الدموية والعضلات، إنما لأن المشي يعد بمثابة وضع كل عضو من أعضاء الجسم الداخلية على جهاز تنشيط خاص به، فالأبحاث العلمية التي جرت مؤخراً أثبتت أن الأقدام مرآة للجسم، ويقول الباحثان تامي ويبر وميلدرد كارتر أن مئات النهايات العصبية منتشرة بأسفل القدم، وهذه الأعصاب تتصل مباشرة بجميع أجزاء الجسم من غدد وأعضاء وأجهزة، ولا يوجد تكرار أو نقص بكلا القدمين حيث أن كل واحدة منهما تختلف تماماً عن الأخرى، بمعنى أن القدم اليمنى متصلة بما يقع بالنصف الأيمن من الجسم من غدد وأعضاء، والأمر ذاته بالنسبة للقدم اليسرى والنصف الأيسر.
وقد تمكن العلماء من تحديد موضع كل نهاية عصبية، وتبينوا العضو أو الغدة التي تتصل بها، ومن ثم بات بإمكانهم الاتصال بهذه الأعضاء الداخلية دون الحاجة إلى جراحة، عن طريق الضغط أو التدليك لهذه النهايات العصبية وهو ما يُعرف بـ *العلاج الانعكاسي* .
أثر العلاج الانعكاسي وفوائده:
العلاج الانعكاسي شأنه شأن كافة عمليات التدليك والمساج، أول آثاره هو تحويل الشعور بالألم إلى شعور بالارتياح، علاوة على ذلك فإن العلاج الانعكاسي يُنشط مختلف أعضاء الجسم، ويحفزها على القيام بوظائفها الحيوية بشكل أكثر فاعلية، وذلك من خلال مساهمته الفعالة في تسهيل عملية امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، كذا يساعد العلاج الانعكاسي على إيصال النسب المطلوبة من الأكسجين لكل جزء من الجسم، ويتم ذلك من خلال تنشيط حركة التدليك الدائرية على باطن القدم للدورة الدموية، ووصول العناصر الغذائية وتسهيل امتصاصها يساعد في حفظ سلامة الخلايا، علاوة على تجديد ما تعرض منها للتلف، خاصة مع تعزيز ذلك بمعدلات جيدة من الجلوكوز والأكسجين، الذي تستمده الخلايا من خلال تدفق الدم إليها، علاوة على قدرته الفائقة على طرد السموم من الجسم، وكذا يمكن لـ العلاج الانعكاسي المساهمة في حرق الدهون وإنقاص الوزن.
هذه الأمور جميعها تصب في صالح الجهاز المناعي ، الذي يرفع العلاج الانعكاسي من مستواه ويعزز قدراته، فيصبح الإنسان أقل عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، ومن ثم ينعم الإنسان بالحصة ويشعر بنشاط دائم.
العلاج الانعكاسي لا يتم فقط من خلال الضغط على باطن القدم، فالقدم هي أكبر مركز لتجمع النهايات العصبية، لكنها ليست الوحيد فهناك بعض الأمراض يمكن الشفاء منها عن طريق العلاج الانعكاسي، لكن بتدليك مناطق أخرى مثل الأذنين والوجه والجبين والكفين.
جلسات العلاج الانعكاسي:
جلسات العلاج الانعكاسي لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة، بمعدل حوالي 30 دقيقة للقدم الواحدة، وتتم بشكل يومي إذا كانت تجرى بهدف العلاج من مشكلة صحية محددة، وإذا شعر المريض بالإجهاد يمكن أن تتم بالتناوب يوم للجلسة ويوم للراحة. أما بالنسبة لمن يرغب في استعادة اتزان جسده وتنشيطه عن طريق الآثار الانعكاسية، فيُنصح بأن يخضع لجلسات العلاج الانعكاسي ثلاث مرات أسبوعياً.
المرجع :